لقد أتاح عصر التكنولوجيا والحوسبة الرقمية خدمة البشرية. فتحسين عمليات التواصل بين الأفراد، وتطوير الصناعات، وخدمة العلوم والقطاعات في مجالاتها المختلفة هي غيضٌ من فيضِ نتاجِ التطور التقني.
وإن لصناعة إكسسوارات الحمامات نصيباً من ثمرةِ هذه التكنولوجيا النافعة، ولا سيما صناعة صنابير المياه، فقد أصبحت عملية تصنيع الحنفيات في عصرنا الحالي مؤتمتة للغاية، حيث تتحكم أجهزة الكمبيوتر في معظم آلات التصنيع، وهكذا تحسّنت إنتاجية الصنابير وجودتها على مرّ السنين.
مكونات عملية تصنيع صنابير المياه:
تتكون العملية الأساسية من تشكيل الجسم الرئيسي للصنبور، وتطبيق الشكل والزخرفة، ثم تجميع المكونات المختلفة، متبوعاً بالفحص والتعبئة.
تشكيل الجسم الرئيسي للصنبور:
1- هناك طريقتان تستخدمان لعمل أجسام الصنابير. تستخدم معظم الشركات المصنعة آلات التصنيع الخاصة لتشكيل الجسم بالحجم والأبعاد المطلوبة. يتضمن ذلك أولاً قطع القضبان (شرائط معدنية) إلى كتل معدنية قصيرة وإدخالها تلقائياً في مركز تصنيع آلي محوسب رقمياً بتصميم متعدد المحاور، تقوم هذه الآلة بعمليات التدوير والطحن، ويستغرق الأمر عادةً حوالي دقيقة واحدة لعمل جزء.
قد تتطلب الصنابير الكبيرة الحجم كثيراً من عمليات التصنيع. على سبيل المثال، هناك حاجة إلى أكثر من اثنتين وثلاثين عملية لتشكيل أجسام بعض الأنواع من حنفيات المطبخ باستخدام مركز تصنيع دوار. ومما لا شك فيه أن استخدام الآلة المناسبة عامل مهم في توفير الوقت، فقد يستغرق الأمر ما لا يزيد عن 14 ثانية لتكوين جزء. يتم أيضاً تشكيل بعض الأجزاء الأخرى في الصنابير في عملية منفصلة قبل تجميع الأجزاء مع بعضها مثل: الصنابير المصبوبة لحنفيات المطبخ.
2- تستخدم بعض مصانع الصنابير تقنيات أخرى بدلاً من المعالجة الآلية، مثل تقنية التشكيل على الساخن؛ لأن هذه الطريقة يمكن أن تنتج شكلًا قريباً من الشكل النهائي في حوالي ثلاث ثوانٍ مع قليل من النفايات. تشكيل على الساخن: هو عملية تشكيل المعادن عن طريق تشويهها بطريقة ما. إذ يتم إجبار المعدن المسخن على تشكيل قالب له شكل جسم الصنبور نفسه تقريباً. يتم زيادة الضغط ببطء على مدار عدة ثوانٍ للتأكد من ملء القالب بالمعدن بشكل كامل.
تطبيق الشكل والزخرفة للصنبور:
3- بعد المعالجة، تكون الأجزاء المشكّلة جاهزة لعملية الزخرفة، لكن قد تتطلّب المكونات التي تتلامس مع الماء أولاً معالجة سطحية خاصة لإزالة أي رصاص متبقٍ، ويتضمن ذلك عملية ترشيح تقضي على جزيئات الرصاص من سطح النحاس الأصفر.
إن المادة الأساسية المستخدمة في الزخرفة التقليدية هي الكروم لأن هذه المادة هي الأكثر مقاومة للتآكل.
يتم أولاً وضع طلاء أساسي من النيكل المطلي بالكهرباء، متبوعاً بطبقة رقيقة من الكروم المطلي بالكهرباء.
4- في حالة استخدام طلاء النحاس، يتم تطبيق طلاء بوليمر شفاف لتحسين المتانة. بالنسبة للزخارف البيضاء والزخارف الملونة الأخرى يتم رش بوليمر أو بلاستيك إيبوكسي مشابه مع إضافة اللون على الصنبور في بيئة مشحونة كهربائياً. يتم بعد ذلك معالجة الطلاءين بالحرارة.
5- لتحقيق مظهر نحاسي مصقول، يتم استخدام ترسيب البخار الفيزيائي الذي يطبق الطلاء المعدني في حجرة مفرغة. تحتوي هذه الحجرة على أربعة مكونات: مضخة تفريغ لتوفير بيئة خالية من الملوثات، خزان تنبعث منه أنواع متعددة من الغازات، المادة المستهدفة والتي تكون مصدراً معدنياً مقاوماً للتآكل مثل الزركونيوم، ورفوف لتثبيت أجزاء الصنبور.
6- يقوم القوس الكهربائي بتسخين المادة المستهدفة لتبخيرها، ثم يضرب سطح الصنبور بسرعة عالية ويتفاعل مع خليط الغازات. يوفر أحد الغازات اللون والآخر يوفر مقاومة التآكل. بما أن المادة المستهدفة تتحد مع هذه الغازات، فإنها تلتصق بجزء الصنبور، مما يخلق رابطة غير قابلة للتدمير تقريباً.
تجميع المكونات المختلفة:
7- بعد الطلاء، يتم تخزين الأجزاء في صناديق لتجميعها معاً. يمكن أن يتم التجميع بشكل يدوي أو آلي.
8- أخيراً، يتم إرسال الحنفيات والمكونات الأخرى للتجميع النهائي. تحدث هذه العملية على آلات التجميع الدوارة، التي يتم التحكم فيها بدقة، أو بواسطة الروبوتات. في بعض الأحيان يتم تثبيت الأنابيب النحاسية قبل التجميع. بعد التجميع، يتم تغليف الحنفيات في صناديق مع أية مكونات أخرى لازمة للتركيب النهائي.
مراقبة جودة الصنابير:
بعد تشكيل الجزء الأول، يتم فحصه مقابل المخططات للتأكد من مطابقته لجميع الأبعاد. بعد التجميع النهائي، يتم اختبار ضغط كل صنبور بالهواء للتأكد من عدم وجود تسرب واختبار متانته.
لقد كانت لمحة مكثفة عن صناعة صنابير المياه المتطورة، التي أنتجت لنا أشكالاً وأنواعاً متعددة من صنابير المياه ذات الدقة المتينة والجودة العالية. ولم يقتصر التطور التكنولوجي على صناعة الصنابير فقط، بل تعدّاه ليصل إلى مجال بيعها وشرائها، إذ أصبح مصنّعو الصنابير اليوم يبيعون منتجاتهم أون لاين، ويقومون بإيصالها مباشرة من مصنعهم إلى المستهلك.