هو جزء جوهري في المنازل والأماكن العامة، أزال العناء الذي كان يمارسه الإنسان القديم للحصول على المياه، وأتاح له ذلك بطريقة مريحة لا مجهود فيها ولا انتظار، إنه صنبور المياه.
نتعرف في هذا المقال على قصة اختراع صنبور المياه، والتطورات التي حصلت على هذا الاختراع وصولاً إلى أحدث التصميمات العصرية التي نشاهدها اليوم.
بداية كيف يعمل صنبور المياه؟
يعمل الصنبور على الحفاظ على تدفق المياه، حيث إن مقبض الصنبور مرتبط بقطعة حديدية مخروطة بشكل حلزوني مثل المسمار، و في نهاية هذه القطعة الحديدية توجد قطعة من المطاط قادرة على سد و منع تدفق الماء.
فعند فتح صنبور الماء ترتفع القطعة المطاطية، وتسمح للماء بالتدفق من الماسورة إلى فتحة الخروج، وعند إغلاقها تقوم قطعة المطاط بالنزول مرة أخرى لتسد فتحة خروج الماء.
مخترع صنبور المياه:
إن أول اختراع للصنابير كان من قبل الكندي توماس كامبل، الذي حصل على براءة اختراع عام 1880، وكان الصنبور بداية عبارة عن مقبضين: أحدهما للمياه الباردة، والآخر للمياه الساخنة، وإذا أراد الإنسان حماماً دافئاً عليه مناسبة المزيجين معاً ليحصل على درجة حرارة مياه مناسبة.
تجربة ملهمة:
وبقي اختراع توماس كامبل حتى عام 1937، عندما أحرق المخترع الأمريكي والمهندس الميكانيكي ألفريد موين يديه تقريباً في محاولة للاستحمام.
ألهمت التجربة موين باختراع صنبور مياه بمقبض واحد يجعل من السهل التحكم في درجة حرارة الماء. كان تصميمه الأولي يحتوي على صمامات مزدوجة ولكن تم رفضه لأنه لم يكن يعمل بشكل جيد. على مدى عامين مقبلين، عمل موين على إجراء تحسينات لاختراعه، لكنه لم يتمكن من العثور على مصنع يتبنى تجربته، و كان على استعداد للقيام بذلك مجاناً حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
إنتاج صنبور موين:
بعد انتهاء الحرب، بدأ إنتاج صنبور موين بمقبض واحد وكان على الفور عند الطلب في العديد من المنازل. باستخدام تصميم موين كمرجع، قام مخترعون آخرون بتحسين الطريقة التي يعمل بها صنبور الماء. على سبيل المثال، قام المخترع الأمريكي لانديس بيري بتصميم صمام كروي للتحكم في ضغط الماء الخارج من الصنبور، كما اخترع آخرون مرشحات للحد من التلوث.
إنشاء أكبر شركات السباكة في الولايات المتحدة الأميركية:
أدى اختراع موين إلى إنشاء شركة Moen Inc، واحدة من أكبر شركات إنتاج السباكة في البلاد. عمل موين رئيساً لبحوث الشركة وتطويرها حتى تقاعده في عام 1982. وقد حصل شخصيًا على 75 براءة اختراع ، وكان العديد منها في مجالات لا علاقة لها بالسباكة. تم تكريم موين من خلال ترشيحه لقاعة المشاهير الوطنية للمخترعين. وتم تسميته في قاعة مشاهير صناعة المطبخ والحمام عام 1993.
لقد حقق العالم تقدماً كبيراً في مجال تطور صناعة الصنابير، وصل فيها إلى حد تنوع التصاميم في الشكل والحجم والطريقة التي تعمل بها، فنجد صنابير مصممة للرفاهية، وأخرى بطريقة حديثة تعتمد الأتمتة والكهرباء، إذ يكفي وضع اليدين أسفل الصنبور حتى تتدفق المياه بانسيابية، وتتوقف عند إبعاد اليدين عن الصنبور، ويعد ذلك أمراً صحية للغاية ويمنع انتقال الفيروسات والجراثيم من مستخدم إلى آخر، وهو من أحدث ما توصل إليه العصر.